قصيدة الحسناء
يا من رأى البركةَ الحسناءَ رُؤيتَهُا .... والآنساتِ إذا لاحتْ مَغانِـيهـــا
يَحسَبُهَا أنهـا مِـن فَضْـلِ رُتْبَتِهـا .... تُعــدُّ واحـدةً و البـــَحــرُ ثانـيهــا
ما بالُ دجلَة كالغَيْرَى تُنافسهــا .... في الحُسنِ طَوْرَاً و أطواراً تُباهيها
كأنَّ جِنَّ سُليـمـــانَ الذين وُلـوُا .... إبداعهـــــا فأدَّقــوا في معــانيهـــا
تَنصبّ فيها وفودُ الماءِ مُعْجِلَـةً .... كالخيل خارجة من حبـل مجُـريهــا
كأَنَّما الفضةُ الــبـيضاءُ سائلــةً .... من السبائكِ تجَرْي في مــجاريهـــا
فرَونَقُ الشمسِ أحياناً يُضاحِكُها .... وَرَيِّقُ الغَــيــْثِ أحياناً يُبَاكِيـــهـــا
إذا الــنّجومُ تراءَتْ في جوانبهـــا .... ليلاً حَسِبْتَ سمـاءً رُكِّبَت فيهـــا
لا يبلغُ السَّمَكُ المحصورُ غايتَهـا .... لِبُعد ما بَـين قاصـيهـا و دانـيـهـا
صورٌ إلى صورة الدُّلفين يؤنسهـا .... مـنـه انـزواءٌ بــــينه يـوازيـهـا
مَحفـوفةٌ برياضٍ لا تـزالُ تَرَى .... ريشَ الطّواويسِ تَحكيه و يحكـيهـا